لقد سخر مني صديقي الصدوق بو حمود ذات يوم و قال : يبدو ان لك ذكريات جميلة في الجامعة يا بو سعد !
انني اقول لك و لامثالك من "الشمّاتة" يا عزيزي بو حمود .. اسمع هذه القصة الحزينة و اترك فضول الكلام ..
كنت خارجا من آخر محاضراتي ذات يوم .. في عز الظهيرة ..
اكاد اسقط على وجهي تعبا .. و اكاد اخاصم نفسي كمدا
متوجها الى المكسيما - رحمها الله - التي كانت تقبع في المواقف العلوية لكلية العلوم
لأراها من بعيد .. و قد غطتها السيارات المتوقفة امامها .. كـ "ساتول" سواق هنود عند مخبز اليرموك
إن هذا المنظر يوحي لي بأني سأتناول غدائي في مطعم الكلية الموقر !
تتبعت هذا الساتول ببصري المرهق من "مطالع" ويوه الدكاترة منذ الصباح الباكر
فإذا بدايته سيارة ذهبية اللون .. حديثة الصنع .. "متوهقتون" في "لفة" !
كان صاحب "يوكن" قد اوقف سيارته بطريقة خاطئة جعلت الاستدارة إلى اليمين صعبة قليلا ..
و الاخت الفاضلة صاحبة "الكايين" يجب عليها ان "تكبر اللفة" حتى تستطيع المرور بسلاسة و دون مشاكل
السيارة جديدة = البنت حديثة عهد بالقيادة = ارجع يا ابا سعد بارك الله فيك الى مطعم الجامعة و انس غداء البيت ولا حول ولا قوة الا بالله و احسن الله عزاء كريشتك !
فجأة .. لمعت عيناي ببريق الجوع !
وتوجهت الى الكايين و انا استجمع ما تبقى من السعرات الحرارية في كرشتي المسكينة !
و قلت لراعية الكايين بكل بساطة : عدلي السكان .. ردي قري .. كبري اللفة .. و توكلي على الله ..
فـ تفضلت الاخت "مشكورة" بتنفيذ نسخة معدلة من نصيحتي .. و اصطدمت بالـ "يوكن" !
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي المسكين .. "أكايينٌ" جديد يحكُ "دعامية" يوكن 95 امام ناظريّ ؟
سقطت الكتب من يدي .. و هرعت الى الكايين و انا اصيح بغضب : نزلي نزلي !
و في قلبي صارخ يصرخ : حرااام عليكم عطوها كورولا خل تتعلم فيها !
و اخرجت الكايين
ثم أوقفته لأنزل منه و الفتاة بانتظاري
و فوجئت في تلك اللحظة بأن الباب كان "مقفلا" .. فأبواب الـ "كايين" تقفل تلقائيا عند القيادة .. و أبواب المكسيما لا تفعل ذلك لأنها تحترم الرأي الآخر
عزيزي القارئ .. أضف إلى معلوماتك : لم اجد زر فتح القفل
تصبب العرق احراجا و وجهي اصبح كحبة طماطم مشوية .. و البنت تفكر مستغربة : هذا شقاعد يحوس بسيارتي ؟
لكن الوضع لم يستمر طويلا .. فقد كانت 4-5 ثواني في الحقيقة .. و هي في داخلي دهور من الإحراج .. حتى وجدته في النهاية .. و فتحت الباب و كدت اقفز منه فرحا بنجاتي من هذا الوحش المستبد بحريات الآخرين
شكرتني الفتاة محرجة ً من سوء قيادتها
و توجهت الى مكسيمتي العزيزة .. و قلت لها بكل مودة : انتي احلى سيارة بالعالم .. لا انحكيتي قدها و قدود .. يعني مو لازم اصبغج .. و فوق هذا تسمعين كلامي ولا تقفلين علي البيبان !
ثم اتصلت بـ صديقي بو سعيد و بادرته ضاحكا : اخوي .. انا سقت كايين !
فـ رد قائلا : اخلص .. من وين لك ؟
فـ سردت له الخبر ، و بشرته بأن كريشتي ستستمتع بتناول الغداء في البيت
خلاصة الموضوع :
هل كيف استطاعت هذه الاخت ان تحصل على رخصة القيادة ؟
و هل كيف تكون قيادتها في الدائري الرابع اذا لم تستطع القيادة في مثل هذا المكان ؟
بالكويتي : يا ناس اخذوا الليسن بالواسطة .. بس تكفون تعلموا تسوقون قبل ! ترى هذي ارواح بشر مو لعب !
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم )
و الله المستعان